الدبّ الماكر

                              (أخذها المؤلّف من قصص الأطفال في الأدب السوفياتيّ لتلاميذه في الصفّ السابع أساسيّ)

   يُروى أنّه كان لفلّاح وفلّاحة كلب يحرس منزلهما مذ كان جروًا صغيرًا، وقد كبر وطعن في السنّ فلم يبق قادرًا حتّى على النّباح.

   فضاق به الفلّاح وشدّ عنقه بحبل وجرّه وراءَه إلى الغابة، وسار به حتّى وصل إلى شجرة حور فأراد أن يشنقه عليها، ولكنّه ما كاد يشاهد الدموع تسيل من عيني الحيوان العجوز، حتّى رثى له وأطلق سراحه.

   ظلّ الكلب وحيدًا في الغابة؛ ولمّا أقبل اللّيل وأحسّ البرد والجوع، طفق يلعن مصيره.

  وفيما هو كذلك إذا بدبّ يقترب منه:

- أهلًا بك أيّها الكلب! مالك ترقد هنا؟

- إنّ سيّدي قد طردني.

- هل أنت جائع أيّها الكلب؟

- إنّي أتضوّر جوعًا!

- هل تعرف المكان الذي يحصد الفلّاحون فيه قمحهم؟

- نعم.

- تعال إذن! لسوف أدنو من سيّدتك فأختطف ولدها وأهرب به؛ فإذا فعلت ذلك فاركض في أَثَري واسْتَعِدْ الولد منّي، وأعده إلى سيّدتك، فتكافئك بإبقائك في المنزل وإطعامك كما كانت تصنع من قبل.

وسار الدّبّ والكلب حتّى بلغا الحقل الذي تشتغل فيه النساء واختطف الدّبّ الطفل.

وارتفعت صيحة الولد فهرعت النسوة وجرين وراء الدّبّ، ولكنّهنّ عجزن عن اللّحاق به، فعدن أدراجهنّ إلى الحقل.

وبينما الأمّ تنتحب باكيةً ابنها، والنساء كئيبات من حولها، إذا بالكلب يعترض الدّبّ وينتزع منه الطفل ويعود به إلى أمّه.

فقالت النسوة:

- لقد أنقذ الكلب الطفل من براثن الدبّ!

   وفرحت الأمّ فرحًا عظيمًا وقالت:

لن أتخلّى عن هذا الكلب بعد الآن؛ وقادته إلى المنزل وأعطته الحليب.

               من قصص الأطفال في الأدب السوفياتيّ

                                 ترجمة: قدري قلعجي